قصة الديك والثعلب المخادع.

القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة الديك والثعلب المخادع.

قصة الديك والثعلب المخادع.



في مزرعة صغيرة كانت تعيش فيها إحدى الدجاجات وتزرع القمح والشعير وتأكل من عمل يدها.

وعلى مقربة منها ثعلب مكار وزوجته وهم يراقبانها كل يوم، وفي أحد الأيام اخبرت الثعلبة زوجها قائلة : 

" ياعزيزي، أما آن الأوان لتصطاد لنا تلك الدجاجة لكي ناكلها ؟  فإني أرى بأنها قد كبرت وسمنت ولا ينقصنا إلّا أن نأكلها على عشاء هذه الليلة، فإني واثقة بأنها ستكون وجبة لذيذة".

فرد الثعلب على زوجته وهو يقول : "يالها من فكرة صائبة ! ولكن، ألذيكي أي فكرة أو حيلة لكى نوقع بتلك الدجاجة لنتمكن من صيدها ؟ "
ولم يدرك الثعلب المكار وزوجته بأن البومة كانت حاضرة وسمعت كُل الحوار وما اتفقا عليه عن طريقة صيد تلك الدجاجة المسكينة.

فذهبت البومة مسرعة لتخبر الدجاجة بتلك المكيدة وما ينوي عليه الثعلب المكار زوجته الشريرة.

وهناك شكرت الدجاجة البومة الوفية، وقالت الدجاجة للبومة : "لا بد لي من ان أُسرع وأبني بيتاً قويّاً يحميني من ذلك الثعلب المكار وزوجته الخبيثة".

وبدأت الدجاجة المسكينة بجمع الكثير من الخشب طوال النهار حتى انتهت من بناء منزل قوي جداً يحميها من ذلك الثعلب ، وفي تلك الأثناء كان الثعلب الشرير يفكر في خطة وحيلة متينة من أجل الايقاع بتلك الدجاجة.

وما أن توصل الثعلي إلى حيلةٍ حتى نادت على زوجته وهي تقول له : "لدي فكرةً يا زوجي العزيز ! ستأخذ هذه الملابس وستلبسها وكأنك بائعُ خبز، وستُمسك بتلك الحقيبة، وبعد غروب الشمس.
إذهب إلى الدجاجة وأخبرها بأنّك بائع خبز وأن الخبز في تلك الحقيبة، وما أن تحاول تلك الدجاجة مد يدها لتحصل على الخبز، حتى تُغلق الحقيبة وتُمسك بها ".

أصاب الثعلب الفرح من مكيدة زوجته وارتدى ملابس الخباز وانتظر الثعلبُ حتى اتى الغروب وتوجه على الفور إلى بيت الدجاجة وقرع الباب.

وما أن فتحت الدجاجة الباب حتى قال الثعلب : "السلام عليكِ أيتها الدجاجة ! إنّي أبيعُ الخبز ولدي المزيد من الخبز الطازج إن أردت ذلك".

فوافقت الدجاجة ومدت يدها داخل الحقيبة لترى ذلك الخبز، وفي تلك اللحظة أمسك الثعلب بها ودفعها داخل الحقيبة وأغلقها على الفور وحملها على ظهره، وانطلق مسرعاً إلى البيت عند زوجته.
وفي البيت كانت زوجة الثعلب الشرير تغلي الماء في قدر كبير، في عملية استعدادٍ لطبخ الدجاجة التي سيجلبها زوجها بعد قليل، وأما الثعلب، فظل يسير طويلا حتى أدركه التعب، فقال في نفسه : 

"لقد تعبت من المسير، وتلك الحقيبة على ظهري ثقيلة جداً وتؤلمني..سأجلس هنا لبعض الوقت حتى أستريح قليلا".

واستلقى الثعلب على الأرض تاركا الحقيبة بجواره، وما أن أحست الدجاجة بنوم الثعلب حتى قامت بفتح الحقيبة بمنقارها ومخالبها.

وخرجت من الحقيبة وقامت على الفور بإحضار حجرٍ ضخم ووضعته داخل الحقيبة وأغلقتها كما كانت، وهربت إلى بيتها قبل أن يستيقظ ذلك الثعلب.
وما أن ارتاح الثعلب قليلا واستيقظ ليُكمل طريقهُ إلى بيته ويعود إلى زوجته قبل حلول الظلام، حتى رفع الثعلبُ الحقيبة على ظهره مرةً أُخرى وأكمل المسير إلى بيته.

وما أن وطأت قدماه البيت، حتى استقبلتهُ زوجته بسرور وفرحٍ شديد وخآصة حينما رأت الحقيبة على ظهره معتقدةً أنه تمكن من اصطياد الدجاجة، وقالت زوجته:

 "يالك من ماكرٍ يازوجي العزيز ! لقد جهزت الماء المغلي، ولن يأخذ الأمر دقائق حتى أنتهي من طهي الدجاجة".

وما أن قامت زوجة الثعلب الشريرة بإمساك الحقيبة وإفراغها في الماء المغلي – ظنا منها بأنها الدجاجة – حتى سقط الحجرُ الضخم في الماء المغلي، وارتدّ الماء مُسبّباً حروقاً كبيرةً في جلدها هي وزوجها الماكر..
وهذا هو جزاء من يُفكر في إيذاء الآخرين ياصغاري. أنّ الله سبحانه وتعالي يقلب الحيلة المكر على أصحابه، ويُنجي المساكين والأبرياء من تلك المكائد والمصائب.

reaction:

تعليقات